أحبتي في الله
إليكم أكتب هذه الكلمات أخاطب فيكم
ذلك القلب الذي يحمل الإيمان بين جوانحه
اعلموا أحبتي في الله
أن هذه الدنيا فانية
وأن الآخرة هي الباقية
قال تعالى (( يا قومِ إنما هذه الحياة الدنيا متاع ، وإن الآخرة هي دار القرار ))
وأخبر عنها المصطفى عليه الصلاة والسلام حيث قال:
(( مالي وللدنيا ! ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح عنها وتركها ))
ونحن نعيش في وداع العام الذي ذهبت أيامه ، فـبالأمس القريب كنا نستقبله
وفي هذه اللحظة وبهذه السرعة نودعه
عام مضى وانقضى من أعمارنا
ولن يعود إلى يوم القيامة
وهو شاهد لنا أو علينا بما أودعنا فيه من الأعمال
فالإنسان بين مخافتين
بين عاجل قد مضى لا يدري مالله صانع فيه
وبين آجل قد بقي لا يدري ما الله قاض فيه
فأول ما يحاسب العبد نفسه عليه :
هو حقوق الله ، وأعظمها حق التوحيد
فيسأل نفسه : هل أخلص لله وجهته ؟؟
وهل غذى قلبه محبة لله وإجلالا ؟
هل قلبه متعلق بالله وحده ؟
أم للخلق نصيب من حركاته وسكناته ؟؟؟
أسأل وا أنفسكم أحبتي في الله
كم من الساعات التي عانيتم فيها
وكم من البلايا والنقم مرت عليكم هذا العام المنصرم ، ؟
فمن ناجيتم ؟ ومن دعوتم ؟ وأي باب قرعتم ؟ وأي رب رجوتم ؟ وكيف وجدتموه ؟
فسبحان من فرج الكروب ويسر المصاعب وثبت عند النوائب !!!
وكم مرة مرت عليكم ساعات النعم وأنتم تتقلبون في العافية والغنى ؟
فهل كنتم لله شاكرين وله ذاكرين ؟؟؟
فلنحاسب أنفسنا أيها الأحبة
كيف أمضينا هذا العام ؟
فإن كان خيرا حمدنا الله عليه وشكرناه
وإن كان شرا تبنا إلى الله واستغفرناه
اعلموا أيها الأحبة
أن بانقضاء العام انقضاء للأعمار
قال أحد السلف
(( كيف يفرح في هذه الدنيا
من يومه يهدم شهره
وشهره يدم سنته وسنته تهدم عمره
كيف يفرح من عمره يقوده إلى أجله
وحياته تقوده إلى مماته ))
*
*
فكم ودعنا في هذا العام إخوانا لنا وأقارب
كم ودعنا من عالم وإمام
وسرى بهم البلى
ونحن في الطريق سائرون
وعلى الدرب ماضون
وعلى ما قدموا إليه قادمون
*
*
فلنختم أحبتي في الله
عامنا هذا بالتوبة النصوح
فلا ندري لعلنا نكون من أموات هذا العام ؟؟؟؟
رحم الله موتانا وموتاكم وججميع المسلمين والمسلمات
وغفر لنا ذنوبنا دقها وجلها وجمعنا بمحمد عليه افضل الصلاة والسلام
وسقانا ووالدينا من يده الكريمة شربة هنيئة لا نظمأ بعدها أبداً ؛؛